tarekelnour
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السودان.. بين مطرقة محاكمة البشير وسندان دارفور واستقلال الجنوب!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نورا
عضو نشط
عضو نشط
نورا


انثى
عدد الرسائل : 49
   : السودان.. بين مطرقة محاكمة البشير وسندان دارفور واستقلال الجنوب! 15781612
تاريخ التسجيل : 12/09/2008

السودان.. بين مطرقة محاكمة البشير وسندان دارفور واستقلال الجنوب! Empty
مُساهمةموضوع: السودان.. بين مطرقة محاكمة البشير وسندان دارفور واستقلال الجنوب!   السودان.. بين مطرقة محاكمة البشير وسندان دارفور واستقلال الجنوب! I_icon_minitimeالأحد فبراير 22, 2009 9:12 am

السودان.. بين مطرقة محاكمة البشير وسندان دارفور واستقلال الجنوب! Sahsah_08
يقف السودان هذه الأيام أمام مفترق خطير, إذ للمرة الأولى تنتظر دولة عربية قرارًا بإلقاء القبض على رئيسها بتهمة مساندة أعمال إبادة إنسانية, كما عقدت أخطر مفاوضات حول دارفور في العاصمة القطرية الدوحة, ووسط كل هذا هنالك التزامات دولية حيال الجنوب يجب أن يتم إنجازها خلال العام الحالي.

فعلى صعيد المحكمة الدولية لمجرمي الحرب في دارفور, هنالك تسريبات للإعلام الدولي من قبل أعضاء اللجنة تفيد بأن قرارًا سوف يصدر عن قريب بإلقاء القبض على الرئيس السوداني عمر حسن البشير, وأن القرار سوف يحال إلى مجلس الأمن ليتخذ المجتمع الدولي خطوات جادة في تنفيذ هذا القرار.

الخرطوم تراهن على الفيتو الصيني الذي طالما أنقذها من قرارات مجلس الأمن, ولكن هنالك أطراف عربية تتخوف من تحرك دولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية خارج مجلس الأمن لتجنب الفيتو الصيني أو الروسي.

وحتى الآن لم يتضح الموقف السوداني إذا ما صدر هذا القرار, ولكن بعض الأطراف داخل السودان أعلنت أن عملية السلام بين الشمال والجنوب سوف تنهار برمتها إذا ما اختفى البشير عن الساحة السودانية بهذه الطريقة.

وفي تلك الأثناء بدأت العاصمة القطرية الدوحة مفاوضات بين الحكومة السودانية وقادة الفصائل المتمردة في إقليم دارفور, ولا يوجد أي أمل يلوح بالأفق حيال نجاح هذه المفاوضات رغم الجهود القطرية التي تبذل من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي حول هذه الأزمة التي اشتعلت في فبراير 2003 على ضوء اشتباكات دموية بين قبائل عربية وأخرى إفريقية في الإقليم ويتهم المجتمع الدولي الخرطوم بدعمها للقبائل العربية من أجل تصفية القبائل الإفريقية في الإقليم المتاخم للحدود مع تشاد.

ويزداد الطين بلة إذا ما عرفنا أن على حكومة الخرطوم أن تعلن خلال العام الجاري – بحسب اتفاقية ماشاكوس التي أنهت الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب – عن الدستور الجديد وطرحه للتصويت الشعبي, ثم يتم عقد انتخابات برلمانية ثم رئاسية يشارك فيها أحزاب وشخصيات من الشمال والجنوب على حد سواء وسط مراقبة دولية صارمة, ويتخوف حكام الخرطوم من حدوث انقلاب دستوري عبر صناديق الاقتراع ويتولى قادة الجنوب حكم البلاد.

وعقب هذه الانتخابات يجرى استفتاء في الجنوب عام 2011 يخير جنوب السودان في البقاء داخل السودان مع استمرار الحكم الذاتي للجنوب، أو أن ينفصل جنوب السودان بكل ما فيه من بترول وموارد مائية تصب في شمال السودان ومصر، ويبذل ساسة الشمال جهودا حثيثة من أجل إظهار مدى احترام واهتمام حكومة الخرطوم بمشاكل الجنوب حتى يصوت أبناء الجنوب لصالح استمرار السودان موحدًا بدلًا من تقطيع أوصال الجمهورية السودانية بهذه الطريقة البشعة.

وعلى خلفية تمرد دارفور، واقتراب إعلان الجنوب استقلاله يعيش السودان أوقاتًا صعبة، ففي الغرب هنالك إقليم كردفان الذي ينتظر ما سوف تسفر عنه مفاوضات متمردي دارفور مع الحكومة من أجل أن يطالب بنفس الامتيازات، وفي الشمال هنالك إقليم النوبة، وفي الشرق هنالك أقاليم كسلا والقضارف وبورسودان وبالفعل شكل المتمردون هنالك أكثر من حزب وفصيل سياسي لعل أبرزهم جبهة الشرق والمنبر الاشتراكي وتنظيم الأسود الحرة إضافة إلى حركة الإصلاح والتنمية.

وهكذا أعد المجتمع الدولي أوراقه جيدًا؛ محاصرة السودان وتقسيمه، فما أن ينتهي من الجنوب حتى تخرج دارفور، وما أن تحل هذه المشكلة حتى يخرج باقي الغرب ثم الشمال ثم الشرق.

ولعل السودان بتكوينه الجغرافي هو نقطة الضعف الحقيقية لهذا البلد العربي، فحينما حصل السودان على استقلاله من الاحتلال البريطاني والتبعية للعرش/الحكم المصري، ألحق به عدد من الدويلات الإفريقية التي كانت خاضعة للاحتلال البريطاني، أو للوصاية المصرية، وكان يجب على الخرطوم منذ اللحظة الأولى للاستقلال أن تسعى إلى التفاوض وعدم هضم الحقوق السياسية لهذه الدويلات بدلًا من تحويلها إلى محافظات سودانية بشكل سريع دون تفهم لخطورة المطالب السياسية والدينية والعرقية لكل دويلة من هؤلاء، فأصبح مطلب الاستقلال وفرضية حمل السلاح من أجل الانفصال مطلبا وطنيا في بعض هذه الأقاليم، وفي ذات الوقت هنالك دول مهتمة بألا يتعافى السودان أبدًا، فالسودان يوصف بأنه سلة غذاء العرب بموارده المائية والنفطية والزراعية والحيوانية.

وهكذا نرى إريتريا من الشرق تدعم التمرد في الشرق، ومن الغرب تدعم تشاد تمرد الغرب، وفي الجنوب دعمت أوغندا لفترة التمرد الجنوبي، وتدعم إسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا علنًا وبالمال والأسلحة كل حركات التمرد في شمال وجنوب وشرق وغرب السودان.

وقد حاولت حكومة السودان مرارًا أن تشرح للعالم العربي أن إعمار السودان سوف يجعل باقي الأقاليم المتمردة تفضل البقاء في دولة غنية مزدهرة، ولكن الدول العربية لم تفكر مطلقًا في إعمار السودان رغم أن رأس المال الخليجي قادر على هذا، وحاول البشير التوجه إلى إيران، خاصة أن رأس المال الإيراني صنع المعجزات يومًا في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن إيران اكتفت بدعم سياسي لنظام البشير دون أن تفكر في مشروع إعمار السودان، فالقضية السودانية لا تحظى بتعاطف عربي مثلما يحدث مع القضية الفلسطينية حتى تتدخل إيران بثقلها في هذا المضمار.

وهكذا يقف السودان بين مطرقة المحكمة الدولية وسندان دعوات الانفصال، وما هي إلا بضعة أشهر ونعرف نتيجة أصعب امتحان وضع فيه السودان منذ استقلاله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السودان.. بين مطرقة محاكمة البشير وسندان دارفور واستقلال الجنوب!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
tarekelnour :: الشباك العام :: الشباك العام-
انتقل الى: