لوائح الأحزاب المصرية.. من أجل الرئيس وصحبته!

توريث واحتكار.. ثغرات والتفاف.. أقل ما تتهم به لوائح الأحزاب المصرية، ليس الحزب الحاكم وحده من يلتف حول القوانين ويفصلها على هواه، الأحزاب الأخرى أيضا لها نفس الآفة فكل رئيس حزب إما أن يصنع لائحة تفيده شخصيا، أو يقفز فوق مواد اللائحة ليحصل على ما يريد.

الأمثلة على المهازل التي تحدث باسم اللائحة كثيرة منها مثلا ما حدث في حزب التجمع من تكوين لجنة من أجل وضع مناصب لبعض الأعضاء الذين خرجوا من الانتخابات الداخلية الماضية مثل حسين عبد الرازق الذي بحث رفعت السعيد رئيس الحزب عن طريقة لإعطائه منصبا شرعيا، لذلك اقترح إنشاء لجنة جديدة لاستمرار عبد الرازق داخل المكتب السياسي تتيح له حضور كافة الاجتماعات "رغم أنف الجميع وهي "لجنة المجلس الرئاسي" وهو ما يخالف اللوائح الحزبية في وضع لجان جديدة لا تنص عليها اللائحة.

لائحة الناصري أيضا خارج نطاق الخدمة فالمادة (24) تلزم لائحة الحزب بعقد المؤتمر العام سنويا ولكن منذ أكثر من عام لم ينعقد المؤتمر وهو ما يخالف اللائحة.

بالإضافة إلى التحايل على بعض المواد كما حدث في انتخابات مجلس الشعب السابقة حينما قام الأمين العام للحزب أحمد حسن بالتحايل على مواد اللائحة وخاصة المادة (60) الخاصة بتوزيع تبرعات من هم خارج الحزب على المتقدمين في الانتخابات، وهو ما جعله يحصل على دعم انتخابي يقدر بـ 200 ألف ممن وصفهم بأصدقائه من خارج الحزب!

أما حزب الوفد الذي استطاع خلق لائحة جديدة يعمل بها منذ عامين، والتي أشاروا إلى خلوها من استبدادية رئيس الحزب وتقلل من سلطاته فإن أهم سلطة ظلت مستمرة وهو ما تنص عليه المادة (11) والخاصة بمسئولية قرار انعقاد الجمعية العمومية فهي نفس المادة المنصوص عليها في اللائحة القديمة بأن تكون سلطة انعقاد الجمعية في يد رئيس الحزب، ولكن "يجوز" أن تعقد الجمعية في حالة موافقة 500 عضو ووضع كلمة "يجوز" لا يؤكد انعقادها كما هو منصوص.

مخالفة أخرى ذكرها علاء حمدي مقرر لجنة مطوبس حيث ذكر أن المادة الخاصة بتشكيل الجمعية العمومية والتي تشكل من عدة فئات كاللجان النوعية ولجان المحافظات هي التي استطاعت أن تجعل من محمود أباظة رئيسا للحزب فمن خلال اللجان النوعية والتي نجد معظمها من الفلاحين والتابعين لمحافظة الشرقية – مسقط رأس أباظة- حيث اكتشف مكرم محمد أحمد وهو المشرف على الانتخابات في هذه المنطقة أن عضوا في اللجنة النوعية الخاصة بالعلاقات الدولية يعمل "نجار مسلح". لذلك وصف علاء هذه اللجان بأنها الباب الملكي الذي يصل من خلاله رؤساء الأحزاب فكل قيادي يحاول كما قال أن يأتي بأعضاء – على هواه- داخل هذه اللجان ليدلوا بأصواتهم له.