tarekelnour
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جهل أم خداع؟!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نورا
عضو نشط
عضو نشط
نورا


انثى
عدد الرسائل : 49
   : جهل أم خداع؟! 15781612
تاريخ التسجيل : 12/09/2008

جهل أم خداع؟! Empty
مُساهمةموضوع: جهل أم خداع؟!   جهل أم خداع؟! I_icon_minitimeالأحد فبراير 22, 2009 8:35 am

جهل أم خداع؟!



مفكرة الإسلام: منذ بدأت حملة المقاطعة ضد الدانمارك، والاعتراض على الرسوم المسيئة للنبي، ونحن نسمع من بعض الإعلاميين أن الصحيفة التي نشرت هذه الرسوم مغمورة. شاهدت بنفسي رئيس اتحاد المراسلين الأجانب وهو يقول ذلك علناً منذ أسبوعين. ولا يمكن أن يكون هذا الرجل الألماني الأصل جاهل بما يقول، فكيف إذن يمكن تفسير أن المعلومة خاطئة تماماً .. هل هو جهل أم خداع؟!

لكن عجبي وحزني فاق كل حد عندما سمعت منذ أيام أحد الدعاة الأفاضل يخاطب الجماهير علناً أمام الكاميرات وعلى مرأى ومسمع من العالم كله ويوجّه خطابه لشعب الدانمارك، ويتحدث بلغة الواثق أن صحيفة جيلاند بوسطن التي نشرت الإساءة إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، هي صحيفة مغمورة كانت تطبع ثلاثة آلاف نسخة فقط، وقد ساهمنا نحن – بغضبنا وانفعالنا – في نشر هذه الصحيفة وإعطائها مصداقية لا تستحقها – كما أشار باختصار.

ثم كرر الداعية نفس العبارة مرة أخرى، ونفس الأرقام مرة ثانية. لو كان من قال ذلك غير مسلم لاتهمته بالخداع، ولو كان هذا الداعية الفاضل لا يعرف اللغة الإنجليزية لعذرته؛ ظناً أن من أعطاه المعلومات كذب عليه. ولو لم يكن الداعية من الدعاة المعاصرين الذين يتقنون فنون التواصل والاتصال لعذرته بالجهل. ولكنني أسأل نفسي منذ سمعته.. كيف يمكن أن يقع في هذا الخطأ الفادح، وبكل هذه الجرأة؟

إن هذه الصحيفة ليست صحيفة مغمورة كما يقولون .. إنها أهم وأشهر صحف الدانمارك بشهادة رسمية منشورة من وزارة الخارجية الدانماركية، وغيرها من المؤسسات العالمية أيضاً .. هل تدركون حجم الخطأ إذن .. ودرجة الخجل الذي انتاب كل من يعرف هذه المعلومة البديهية لسكان الدانمارك!

دعوني أولاً أُعرف القارئ العزيز بهذه الصحيفة الدانماركية [جيلاند بوسطن]، التي يبدو أننا رغم كل غضبنا لم نكلف أنفسنا عناء دقائق سريعة لنتعرف على دور هذه الصحيفة وقيمتها، وهل هي صحيفة مغمورة أم لا؟ وإليكم المعلومات التي أنقلها حرفياً من الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الدانماركية في الجزء الخاص بالتعريف بالصحافة في الدانمارك، ويقول فيه: 'إن صحيفة جيلاند بوسطن التي كانت تمثل الطبقة البرجوزاية في غرب الدانمارك قد تطورت منذ عام 1971م؛ لتصبح مساوية في الأخبار والإعلانات لأهم الصحف الدانماركية الصادرة من كوبنهاجن حتى ذلك الوقت وهي صحيفتيْ بوليتيك وبرلينجسكي تايدند [Politiken & Berlingske Tidende]. أما ابتداء من عام 2001م، فقد تفوقت جيلاند بوسطن على منافسيها، وأصبحت أكثر الصحف توزيعاً في الدانمارك'. ورابط هذا الموقع لمن أراد التأكد من المعلومة هو:

http://www.um.dk/Publikationer/UM/English/Denmark/kap4/4-13.asp. أما موقع الصحيفة نفسها، وبه جزء باللغة الإنجليزية ورابطه هو:

http://www1.jp.dk/info/about_jyllands-posten.htm فيذكر التالي:

الصحيفة هي أكثر الصحف الدانمراكية قراءة، وعدد قرائها يومياً هو 670 ألف قارئ، ويقرأها يوم الأحد 790 ألف قارئ. [من المهم أن نعرف أن عدد سكان الدانمراك لا يتجاوز 5 ملايين نسمة - أي أصغر من عدد سكان حي شبرا بالقاهرة.]

تطبع الصحيفة يومياً 150 ألف نسخة، وتطبع يوم الأحد 207 ألف نسخة. [أي أن الصحيفة تُقدّر أن كل عدد من أعدادها يطّلع عليه من 4-5 أشخاص، وهذا هو الفارق بين ما يطبع وما يقرأ، وهي نسبة متعارف عليها في الصحف الغربية].

موقع الصحيفة الإلكتروني هو أحد أهم مواقع الصحف الدانماركية، إن لم يكن الأهم والأكثر قراءة كما تقول الصحيفة على صفحتها الإلكترونية.

لا يوجد في الدانمارك إلا صحيفتين لهما مثل هذا المستوى من الانتشار، والصحيفة الأخرى المنافسة وهي برلينسجكي جروب، وتملكها شركة نرويجية اسمها أوركالا، أي أن صحيفة جيلاند بوسطن هي الصحيفة الكبرى الوحيدة المملوكة من قِبل الدانمارك.

للصحيفة مكتبان رئيسان، أحدهما في العاصمة كوبنهاجن، وأربعة مكاتب إخبارية في مدن الدانمارك. وللصحيفة عدد من المراسلين الدوليين من بينهم مراسل في عمان، وكوالالمبور، إضافة إلى مراسلين في واشنطن وباريس وروما وكاب تاون وبرلين وبروكسل وموسكو.

هل بعد هذه المعلومات يمكن أن تعتبر هذه الصحيفة مغمورة – كما يدعي البعض. إن صحيفة جيلاند بوسطن لها مراسلين في كل من عمان وكوالالمبور كما يقول موقعها .. وبالتالي فهي مطلعة ومهتمة بشؤون العالم الإسلامي ولا يمكن أن تكون جاهلة به، بل أن الصحيفة لديها مستشار لشؤون الشرق الأوسط يعمل بها. ولمن أراد أن يعرف أكثر عن تاريخ الصحيفة يمكن زيارة هذا الموقع أيضاً وهو موقع مستقل:

http://en.wikipedia.org/wiki/Jyllands-Posten

هذه الصحيفة التي يدعي البعض أنها مغمورة تُعرف بين معظم الصحافيين في أوربا أنها أشهر صحيفة دانماركية، ويعود تاريخ العدد الأول لها إلى الثاني من شهر أكتوبر من عام 1871م، أي أن لها تاريخ يفوق 165 عاماً. فهل يعقل أن يقول البعض أنها صحيفة مغمورة لا توزع إلا ثلاثة آلاف نسخة. أليس هذا مخجلاً بالله عليكم!

تخيلوا لو جاءت شخصية دانماركية لتخاطب الشعب المصري وتذكر في خطابها أن هناك صحيفة مغمورة بمصر اسمها 'الأهرام' أساءت إلى الدانمارك .. هل يمكن أن يحترمه أي منا مع الجهل الصارخ بجريدة الأهرام وهي أعرق الصحف المصرية .. إن هذا هو ما نفعله بالضبط في وجود مراسلين أجانب في مؤتمراتنا الصحافية التي نجاهر أننا نخاطب من خلالها شعب الدانمارك .. إنه جهل مخجل .. للأسف الشديد.

أما لماذا كتبت هذه الكلمات، فهي أنني أطلب ممن خاطبوا الشعوب العربية وشعوب العالم أجمع، وجاهروا علنًا أن صحيفة جيلاند بوسطن مغمورة، وأننا نحن الشعوب الغاضبة والمهتمة بالدفاع عن رسولنا الكريم قد تسرعنا وأعطينا الصحيفة شهرة .. أطلب من هؤلاء الاعتذار علنًا لنا جميعاً، وأن يكونوا أكثر حذراً في المرات القادمة حتى لا نتهمهم بخداعنا.

أطلب كذلك من الداعية الفاضل الذي بنى موقفه بأن المقاطعة قد أدت ما عليها، وأن الاحتجاج كان هاماً ولكنه اليوم ليس ضرورياً .. أطلب منه أن يعيد دراسة موقفه بعد أن يعتذر لنا جميعاً أنه أحرج هذه الأمة بالخطاب المباشر للدانماركيين مع هذا الخطأ الفادح الذي لا يمكن تبريره أو علاجه بأي مبرر سوى سرعة الاعتذار وإعادة النظر في أسلوب التعامل مع مثل هذه الأحداث الهامة.

أطلب من دعاتنا الأفاضل ألا يكلفوا أنفسهم فوق طاقاتهم، وألا يحاولوا أن يظهروا بمظهر العارفين والعالمين بكل قضية وأي موضوع، فنحن في عالم يقوم اليوم على التخصص ولا يُحترم فيه عالمياً من يتحدث في كل شيء وأي شيء. إننا لا نقبل أن يظهر دعاتنا الذين نحبهم ونقدر فضلهم بهذا القدر المخجل من الجهل؛ لأنهم يريدون أن يكونوا رجال كل المواقف والمتحدثين في كل الموضوعات. نقول لهم .. رحمة بأمتكم .. ورحمة برسولكم، وكونوا عوناً للأمة في هذه الأزمة، ولا تكون سبباً لانهزاميتها أو سخرية العالم منها.

أعلم أن بعض من سيقرأ هذه الكلمات قد يتهم من كتبها بالتهجم على العلماء والدعاة، ولكنني حقاً لا أريد لهم إلا الخير، ولا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيهم إن لم يسمعوها. والأخطاء المخجلة لم تقع في مجالس خاصة أو جلسات سمر، ولكنها حدثت في مؤتمرات صحافية تتمتع بالمصداقية، ولذلك فالخطأ هنا كبير، والاعتذار لابد أن يكون فورياً.

أتمنى أن يقدم الدعاة عموماً – وعلى رأسهم الداعية الفاضل الذي أخطأ علناً وتكراراً - نموذجاً نشتاق إليه جميعاً في سرعة الاعتذار والتصحيح، والجرأة على الاعتراف بالخطأ لكي ترتفع أسهم محبتهم في نفوس العامة، ويرتفع قدرهم – بإذن الله – في الدنيا والآخرة. أما من يتعمد أن يُخفي الحقائق خداعاً للأمة أو لإضعاف مسيرتها؛ فالله سيتكفل به.. فهو من أخبرنا جميعاً أنه سيعاقب كل من يساند من يسخر من خير خلق الله .. فهو سبحانه تعالى القائل ' إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ '، والجهل ليس عذراً بعد أن كتبت هذه الكلمات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جهل أم خداع؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
tarekelnour :: مشكاة السيره النبويه والتاريخ الاسلامى :: السيره النبويه الشريفه-
انتقل الى: