أبدت دولة قطر استعدادها للمساهمة في الجهود الدولية في مواجهة الأزمة المالية العالمية. وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني بعد محادثات مع نظيره البريطاني غوردون براون في الدوحة، إن هناك تفاهما على العمل سويا بما يتيح التوصل لمنهج واحد في التعامل مع الأزمة.
وفي لقاء خاص ستبثه الجزيرة لاحقا, أوضح براون أنه سيكون للهند والصين وبعض الاقتصادات الناشئة دور أكبر، مقابل مساهمتها في بناء نظام مالي عالمي جديد بدأ الدعوة إليه شخصيا قبل عشر سنوات، وفق تعبيره.
ويزور براون قطر ضمن جولة خليجية لطلب أموال لصندوق النقد الدولي، قائلا إن المؤسسة الدولية تحتاج مئات المليارات من الدولارات لمساعدة الدول المتضررة إثر الأزمة المالية.
ويسعى براون من خلال جولته لإقناع دول تتوافر لديها وفرة نقدية مثل السعودية وقطر والصين لمد يد العون.
وقال رئيس الوزراء القطري في مؤتمر صحفي مشترك مع براون في الدوحة إن العلاقات القطرية البريطانية قديمة ولكنها في الأشهر الأخيرة شهدت تطورات كثيرة.
وأضاف "تدارسنا الأزمة المالية العالمية وكيفية التغلب عليها. وأحيي موقف براون والحكمة التي تحلى بها في تعامله مع الأزمة الحالية".
براون (يسار) التقى الملك السعودي لحثه على دعم خطط مواجهة الأزمة المالية (الفرنسية)
جذب استثمارات
وقبل مغادرته السعودية حيث التقى الملك عبد الله بن عبد العزيز أكد براون رغبة بلاده في جذب استثمارات من صناديق الثروة السيادية في دول المنطقة بدل طلب مساعدات.
ولم يحدد براون -الذي يقود جهود دعم صندوق تابع لصندوق النقد الدولي تبلغ احتياطياته 250 مليار دولار- المبلغ الذي يحتاجه الصندوق من الدول الخليجية.
ولكنه أوضح أن الدول المصدرة للنفط التي حققت عائدات تجاوزت تريليون دولار من ارتفاع أسعار النفط في السنوات الأخيرة، في موقف يمكنها من المساهمة في دعم الصندوق.
يذكر أن براون انتقد بشدة قرار منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الشهر الماضي الذي يقضي بخفض إنتاجها اعتبارا من بداية هذا الشهر بواقع 1.5 مليون برميل يوميا لدعم أسعار النفط، في حين اعتبرت المنظمة الخفض ضروريا لوقف تراجع أسعار الخام ولتشجيع المزيد من الاستثمارات.
تغطية خاصة
الصناديق السيادية
وتأتي جولة براون إلى كل من السعودية وقطر والإمارات قبل عقد قمة لزعماء دول العالم في واشنطن منتصف الشهر الجاري.
ولا تزال دول -منها الولايات المتحدة- متخوفة من قبول استثمارات من صناديق حكومية في الشرق الأوسط وآسيا، وتتركز المخاوف على تدخل هذه الصناديق في شركات القطاع الخاص.
ومن جهته دعا وزير الأعمال البريطاني بيتر ماندلسون الذي يرافق براون في جولته الخليجية، أوروبا إلى الترحيب بصناديق الثروة السيادية.
وتتباين الآراء بشأن استقبال استثمارات هذه الصناديق حيث يخشى البعض تزايد نفوذها بينما يراها آخرون ضرورية لدعم اقتصادات متضررة من الأزمة المالية.
وتشير التقديرات إلى أن موجودات الصناديق السيادية تبلغ نحو ثلاثة تريليونات دولار.
ومن جهته اعتبر الرئيس الفنزولي هوغو شافيز دعوات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وبراون المطالبة بزيادة دعم الدول الناشئة لصندوق النقد الدولي أمرا "غير أخلاقي".
وانتقد شافيز تصريحات مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس التي قال فيها إن الأزمة المالية العالمية ستؤثر على الدول النامية. وقال "على هذا السيد أن يلتزم الصمت".