تتناول المحاضرة التالية موضوع حيوي من الموضوعات التي ينصب عليها الاهتمام الحالي للقطاع المالي والاقتصادي على حدٍ سواء وهو الصيرفة الإسلامية: الفرص والتحديات. فلقد شهد القطاع المصرفي العربي تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة نتيجة الجهود التي بذلتها السلطات النقدية والمالية لإصلاحه وتطويره وكذلك تحرير هذا القطاع الهام. كما تعددت الخطوات التي بذلتها المصارف العربية على المستويات المؤسسية والرأسمالية والموارد البشرية والتقنية. ومع ذلك فإن القطاع المصرفي والمالي العربي ما زال يواجه العديد من التحديات الناتجة عن التطورات السريعة في العمل المصرفي الدولي والتي أصبح معها الانتقال من العمل المصرفي التقليدي إلى الصيرفة الشاملة وتحقيق كفاءة عالية في العمليات المصرفية أمراً ضرورياً وذلك بغرض مواكبة التحولات الكبيرة الحاصلة عالمياً ومن أجل تأمين دور فاعل للقطاع المصرفي العربي. ولعلّ التوسع الكبير وغير المسبوق في العمل المصرفي الإسلامي كان وما زال يعتبر من أهم تلك التطورات التي شهدها القطاع المصرفي العربي في الحقبة الأخيرة، حتى أنه قدّرت موجودات المؤسسات المصرفية الإسلامية في دول مجلس التعاون الخليجي فقط بما يزيد عن مائة وخمسين بليون دولار أمريكي أي بمعدل نمو بلغ حوالي %10 سنوياً خلال العقد الماضي في حين توجهت العديد من البنوك التجارية والمحلية والعالمية إلى استحداث حسابات وأنواع مختلفة من الخدمات المصرفية على منهج الصيرفة الإسلامية.